ننتظر انخراط المؤسسات العمومية في قافلة الشغل

ننتظر انخراط المؤسسات العمومية في قافلة الشغل
سعيد الطواف

- ما الذي يجعل التعاطي مع إشكالية الشغل لدى الشباب على مستوى الأقاليم يختلف مع التعاطي معها على الصعيد الوطني؟

< نلاحظ على المستوى الوطني وجود مجموعة من العراقيل المشتركة التي تعترض الطالب، من ضمنها فترة التمرين المهنية، وملاءمة تكوينه مع طبيعة المناصب المتوفرة وتحرير نهج سيرته ومسألة اللغات الأجنبية... كما نلاحظ أن هناك صعوبات خاصة بكل منطقة، وهي بحاجة إلى تدقيق وتحليل من أجل تسهيل اندماجهم المهني (فكر عالميا واعمل محليا). إذ يجب على كل منطقة أن تعمل على تكوين متخرجين لتلبية احتياجات الشركات المحلية، وهو ما نحاول تحقيقه من خلال قافلة الشغل للشباب 2012. فلا بد من الملاءمة بين كفاءات الخريجين واحتياجات الشركات في الجهة بشكل مستمر، وهو ما من شأنه المساهمة في التقليص من وتيرة الهجرة نحو المدن، خاصة الدار البيضاء والرباط، اللتين لا تستطيعان لوحدهما تحمل العبء وتلبية الطلب الهائل من طرف الخريجين الشباب المتحدرين من جميع أنحاء المملكة.
- هل الإشكالية هي نفسها بالنسبة لجميع الأقاليم؟
< طبعا لا. هناك جهات معينة تستقطب الخريجين من الجهات الأخرى، كماهو الشأن بالنسبة للدار البيضاء. فخريج من مدينة وجدة مثلا لن يواجه نفس المشاكل التي تعترض خريجا مقيما في مدينة الدار البيضاء. فهو لا يتوفر على نفس الإمكانيات، سواء اللوجستيكية أو الاقتصادية أو الإدارية... وهذه هي الجوانب التي ستتم مناقشتها بالتحليل والمناقشة من خلال هذه القافلة التي تنظم مع الفاعلين المحليين الذين يعرفون تماما خصوصيات الجهة التي ينتمون إليها والصعوبات التي تعترضهم.

- قافلة الشغل للشباب 2012 تبدأ فعالياتها هذا الأسبوع. ما تقييمكم لمسايرة الفاعلين المحليين لهذا النشاط ؟
< تبعا لاتصالاتنا العديدة مع الفاعلين المعنيين إلى يومنا هذا، نشعر بوجود اهتمام واضح وقلق كبير من جانب الفاعلين الجهويين. وقد عبرت العديد من الجهات المحلية عن تقديرها لهذه المبادرة، معربة عن اهتمامها الشديد بها واستعدادها لكي تقدم لنا المساعدة والتسهيلات اللازمتين لإنجاح هذا الحدث.
وقد لاحظنا إرادتهم لتطوير الجهة وانشغالهم التام بإيجاد حلول لمشكلة إدماج الشباب (مجالس المدينة، العمالات، غرف التجارة، الفيدراليات والجمعيات المهنية، مراكز الاستثمار الجهوية، الجهات، ووكالات التنمية...). مقابل ذلك نحن لا زلنا ننتظر دائما انخراط المؤسسات العمومية والقطاع المالي، اللذين يوفران عددا مهما من فرص الشغل، في هذه القافلة خلال الدورات القادمة، حيث نأمل مع مساهمتهما زيادة وتنويع فرص العمل في هذه التظاهرة من أجل أن يطمئن الخريجون الشباب في الجهات على مستقبلهم، وأن يكونوا واثقين من أنفسهم في سوق الشغل في المغرب.
نحن نسعى من وراء تنظيم هذه القافلة وهذه المنتديات الجهوية الخاصة بالتشغيل إلى تقريب الخريجين من عالم الشغل. نحن نرى أن الإدماج المهني لحملة الشواهد الشباب هو محط انشغال كافة مكونات المجتمع. وبالتالي فإن الفاعلين الخواص والعموميين مطالبون بالمساهمة بقوة في حل هذه المعضلة، وإيجاد حلول ناجعة لشبابنا، أطر المستقبل. وتسعى هذه القافلة، بالإضافة إلى كونها ملتقى للحوار والنقاش إلى جانب احتضانها لمختلف ورشات العمل، إلى أن تكون مرآة لعروض العمل المتوفرة في المغرب، وأن تظهر للخريجين من الشباب مدى تنوع المهن التي يقدمها الاقتصاد المغربي، بدءا من الصناعة إلى الفلاحة، مرورا بالخدمات.
مدير عام بوابة «أمل جوب.كوم»
هشام لخميري